مسلسل عيسى عليه السلام

الأربعاء، 1 أغسطس 2012

كلمة التوحيد الخالص



كلمة التوحيد الخالص

لا إله إلا الله هي كلمة التوحيد الخالص ، وهي أعظم فريضة فرضها الله على عباده ، وهي من الدين بمنزلة الرأس من الجسد
وقد ورد في فضلها أحاديث منها : ما رواه البخاري و مسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :بُنِيَ الإسلام على خمس ، شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا 

رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان

وما رواه الترمذي وحسنه الشيخ الألباني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له . له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

ومنها ما رواه البخاري في " الأدب المفرد " وصححه الشيخ الألباني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن نبي الله نوحا صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة قال لابنه : آمرك بلا إله إلا الله فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعن في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت بهن . ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة لقصمتهن لا إله إلا الله فهذه بعض فضائل هذه الكلمة العظيمة

أما معناها فقال العلماء أنه : لا معبود يستحق العبادة إلا الله ، فهي تتكون من ركنين أساسيين ، الأول : نفي الألوهية الحقيقية عن غير الله سبحانه ،والثاني : إثبات الألوهية الحقيقية له سبحانه دون من سواه ، غير أنه ليس المقصود من دعوة الرسل مجرد التلفظ بالكلمة فحسب، بل لا بد من توفر شروطها حتى تكون نافعة عند الله سبحانه وتعالى ، وقد ذكر العلماء من شروط لا إله إلا الله ما يلي

العلم بمعناها : وذلك بأن يعلم الناطق بها معنى هذه الكلمة وما تضمنته من نفي الألوهية عن غير الله وإثباتها له سبحانه، قال تعالى : فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إلا اللَّه محمد :19

  اليقين : بمعنى ألا يقع في قلب قائلها شك فيها أو فيما تضمنته ، لقوله تعالى : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ الحجرات : 15  وقال صلى الله عليه وسلم : أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة رواه مسلم

  القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه : والمراد بالقبول هنا هو المعنى المضاد للرد والاستكبار، ذلك أن الله أخبرنا عن أقوام رفضوا قول لا إله إلا الله ، فكان ذلك سبب عذابهم ، قال تعالى : إنا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ * إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ
الصافات :34 - 35

  الانقياد لما دلت عليه : بمعنى أن يكون العبد عاملا بما أمره الله به، منتهيا عما نهاه الله عنه ، قال تعالى : وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأمورلقمان :22 ، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :  العروة الوثقى هي لا إله إلا الله

  الصدق : ومعناه أن يقولها صادقا من قلبه ، يوافق قلبه لسانه قال تعالى : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخر وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ البقرة:8-9

  الإخلاص: وهو إرادة وجه الله تعالى بهذه الكلمة ، قال تعالى : وَمَا أُمِرُوا إلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ البينة 5

  المحبة لهذه الكلمة ولأهلها العاملين بها الملتزمين بشروطها ، وبغض ما ناقضها ، قال تعالى : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِله البقرة :165 



فهذا هو معنى هذه الكلمة ، وهذه هي شروطها التي بها تكون سبب النجاة عند الله سبحانه
 . وقد قيل للحسن إن أناســا يقولون : من قال لا إله إلا الله دخل الجنة . فقال : من قال : لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة ، فلا إله إلا الله لا تنفع قائلها إلا أن يكون عاملا بها ، آتيا بشروطها ، أما من تلفظ بها مع تركه العمل بما دلت عليه ، فلا ينفعه تلفظه حتى يُقرن بالقول العمل 

نسأل الله العلي العظيم أن يجعلني وإيَّاكم من أهل لا إله إلا الله العاملين بها ولأجلها ووفقنا الله لما يحب ويرضى